تحت المجهر: فهم تكنولوجيا البلوكشين وكيف تغير اللعبة بالكامل

فهم تكنولوجيا البلوكشين وكيف تغير اللعبة بالكامل


فهم تكنولوجيا البلوكشين وكيف تغير اللعبة بالكامل

المقدمة:

في عالمنا الرقمي المتطور، تبرز تكنولوجيا جديدة تُعرف باسم "البلوكشين" كقوة ثورية من شأنها تغيير قواعد اللعبة في مختلف المجالات. تُقدم هذه التكنولوجيا حلولًا لامركزية وآمنة وشفافة لمعالجة المعاملات وتخزين البيانات، مما يفتح آفاقًا واسعة لتطبيقاتها في مختلف القطاعات، بدءًا من العملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثيريوم، وصولًا إلى سلاسل التوريد والرعاية الصحية والتمويل.


اولا: فهم أساسيات البلوكشين:

ما هو البلوكشين؟

تعريف مختصر:

البلوكشين، أو "سلسلة الكتل" باللغة العربية، هو نظام سجلات موزع يُستخدم لتخزين البيانات بطريقة آمنة وشفافة. يُشبه البلوكشين دفترًا عامًا يُسجل فيه جميع المعاملات، مع العلم أنّه لا يمكن لأي شخص التلاعب بهذه المعاملات أو حذفها.


كيف تعمل تقنية البلوكشين؟

تُعدّ تقنية البلوكشين، أو "سلسلة الكتل" باللغة العربية، ثورة تقنية تُغير قواعد اللعبة في مختلف المجالات. لفهم كيفية عملها، دعونا نغوص في رحلة عبر مكوناتها الأساسية وخطواتها المُتناسقة:

1. المعاملات:

تبدأ رحلتنا بمعاملة، قد تكون عملية شراء أو تحويل أموال أو أي تبادل آخر للقيمة. تُسجل هذه المعاملة بجميع تفاصيلها، مثل هوية المُرسل والمُستقبل والمبلغ المُرسل والتاريخ والوقت.

2. التشفير:

تخضع تفاصيل المعاملة لعملية تشفير قوية باستخدام خوارزميات معقدة، مما يُنتج "هاش" فريدًا يُمثل بصمة رقمية مميزة لهذه المعاملة. يُعدّ الهاش بمثابة بطاقة هوية فريدة لا يمكن تغييرها أو التلاعب بها.

3. الكتلة:

تُجمّع المعاملات المُشفّرة معًا داخل حاوية رقمية تُسمى "الكتلة". تحتوي كل كتلة على مجموعة من المعاملات المُجمّعة، بالإضافة إلى الهاش الخاص بالكتلة السابقة في السلسلة، مما يخلق ترابطًا وثيقًا بين الكتل.

4. آلية الإجماع:

تتطلب عملية إضافة كتلة جديدة إلى السلسلة توافقًا بين جميع أجهزة الكمبيوتر المُشاركة في الشبكة، وذلك لضمان صحة البيانات ومنع التزوير. تُستخدم آليات إجماع مختلفة، مثل "إثبات العمل" أو "إثبات الحصة"، لضمان حصول هذا التوافق.

5. إضافة الكتلة:

بمجرد حصول التوافق على صحة الكتلة الجديدة، يتم إضافتها إلى نهاية سلسلة الكتل، مُحدّثةً سجل المعاملات بشكل دائم. تُصبح هذه الكتلة جزءًا لا يتجزأ من السلسلة، ولا يمكن التراجع عنها أو تعديلها.


ميزات وخصائص تقنية البلوكشين.

تُعدّ تقنية البلوكشين، أو "سلسلة الكتل" باللغة العربية، ثورة تقنية تُغيّر قواعد اللعبة في مختلف المجالات. تتميز هذه التكنولوجيا بمجموعة من الميزات والخصائص الفريدة التي تُميّزها عن غيرها، مما يجعلها حلًا مثاليًا لتطبيقات مُتنوّعة.

أهم ميزات تقنية البلوكشين:

  • اللامركزية: لا تخضع تقنية البلوكشين لسيطرة أي جهة مركزية، مما يجعلها مقاومة للرقابة والتلاعب. تُخزّن سلسلة الكتل على جميع أجهزة الكمبيوتر المُشاركة في الشبكة، ممّا يضمن عدم وجود نقطة ضعف مركزية يمكن استغلالها.
  • الأمان: تعتبر تقنية Blockchain آمنة للغاية حيث أن البيانات الموجودة في كل كتلة مشفرة ويصعب اختراقها أو التلاعب بها.
  • الشفافية: يمكن لأي شخص الاطلاع على جميع المعاملات المُسجّلة على سلسلة الكتل. تُتيح هذه الشفافية للمستخدمين التحقق من صحة البيانات وضمان المساءلة.
  • الكفاءة: تُقلل تقنية البلوكشين من الحاجة إلى الوسطاء، مما قد يؤدي إلى خفض التكاليف وتحسين الكفاءة. تُصبح العمليات أسرع وأكثر سلاسة دون الحاجة إلى جهات خارجية.

خصائص تقنية البلوكشين:

  1. الترابط: ترتبط جميع الكتل في سلسلة الكتل ببعضها البعض من خلال روابط قوية، مما يخلق سجلًا مُتناسقًا وموثوقًا به.
  2. التغير الذي لا رجعة فيه: بمجرد إضافة كتلة جديدة إلى السلسلة، لا يمكن التراجع عنها أو تعديلها. يُضمن ذلك ثبات البيانات وصحتها.
  3. المقاومة للتلاعب: تُصعب آليات التشفير القوية وخوارزميات التوافق المُتقدّمة التلاعب بالبيانات أو اختراقها.
  4. الوصول العالمي: يمكن لأي شخص الوصول إلى سلسلة الكتل والاطلاع على البيانات المُسجّلة عليها.

تُقدم تقنية البلوكشين مزيجًا فريدًا من الميزات والخصائص التي تُميّزها عن غيرها من التقنيات. تُعدّ هذه الميزات والخصائص عاملاً رئيسيًا في إمكانياتها الهائلة لتغيير قواعد اللعبة في مختلف المجالات. مع استمرار تطور هذه التكنولوجيا، من المتوقع أن نرى المزيد من التطبيقات المُبتكرة التي تُحدث ثورة في طريقة عملنا وعيشنا.


ثانيا: العملات الرقمية وتأثيرها على الاقتصاد:

ظهور العملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثيريوم.

برزت العملات الرقمية، مثل بيتكوين وإيثيريوم، كظاهرة ثورية في عالم المال، حاملة معها وعودًا بتغيير طريقة تعاملنا مع الأموال وتنظيمها. ونستعرض هنا رحلة ظهور هذه العملات وتأثيرها المتنامي:

بداية الحكاية: بيتكوين رائدة العملات الرقمية

في عام 2009، ظهرت عملة بيتكوين (Bitcoin) على يد ساتوشي ناكاموتو، شخصية غامضة لم تُعرف هويتها حتى الآن. تميزت بيتكوين بكونها أول عملة رقمية لامركزية، تعتمد على تقنية سلسلة الكتل (blockchain) لتسجيل المعاملات بشكل آمن وشفاف دون الحاجة إلى وسطاء مثل البنوك.

إيثرِيم: أكثر من مجرد عملة

في عام 2015، برز نجم عملة إيثيريوم (Ethereum) كمنصة لامركزية تدعم العقود الذكية وتطبيقات لامركزية (dApps). وفّرت إيثيريوم إمكانيات جديدة لم تتوافر في العملات الرقمية الأخرى، مما أدى إلى ازدهار نظامها البيئي وجذب العديد من المطورين والمستثمرين.


ما هي آلية عمل العملات الرقمية واستخدامها؟

تعتمد العملات الرقمية، مثل بيتكوين وإيثيريوم، على تقنية مبتكرة تُعرف باسم سلسلة الكتل (blockchain) لضمان أمانها وشفافيتها ولامركزيتها.

سلسلة الكتل:

  • هي سجل رقمي ضخم يتم فيه تسجيل جميع المعاملات المتعلقة بالعملة الرقمية.
  • تتكون من كتل مترابطة، كل كتلة تحتوي على مجموعة من المعاملات، ويتم ربطها بكتلة سابقة باستخدام خوارزمية تشفيرية.
  • يتم توزيع سلسلة الكتل على جميع أجهزة الكمبيوتر المشاركة في شبكة العملة الرقمية، مما يجعلها آمنة ومقاومة للتلاعب.

التشفير:

  • تلعب تقنيات التشفير دورًا هامًا في تأمين العملات الرقمية.
  • تُستخدم وظائف التشفير لإنشاء عناوين فريدة للمستخدمين، والتأكد من صحة المعاملات، وحماية البيانات من الوصول غير المصرح به.

استخدامات العملات الرقمية:

  • الدفع مقابل السلع والخدمات: يقبل بعض التجار العملات الرقمية كوسيلة للدفع.
  • التحويلات المالية: تُستخدم العملات الرقمية لإرسال الأموال بين الأشخاص بسرعة وسهولة وبأقل تكلفة مقارنة بالطرق التقليدية.
  • الاستثمار: تُعدّ العملات الرقمية أداة استثمارية جديدة تجذب العديد من المستثمرين.
  • تمويل المشاريع: تُستخدم العملات الرقمية لتمويل المشاريع الجديدة من خلال عروض أولية للعملات (ICOs).
  • الألعاب والتطبيقات اللامركزية: تُستخدم العملات الرقمية في شراء العناصر داخل الألعاب الافتراضية، ودفع رسوم التطبيقات اللامركزية.

ما هو تأثير العملات الرقمية على الاقتصاد العالمي؟

لا يزال تأثير العملات الرقمية على الاقتصاد العالمي في طور التطور، لكن من المتوقع أن يكون لها تأثير عميق على مختلف القطاعات والمجالات.

تأثيرات إيجابية محتملة:

  • الشمول المالي: تُتيح العملات الرقمية إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية لملايين الأشخاص حول العالم الذين لا يتمتعون حاليًا بحسابات بنكية.
  • سرعة وفعالية المعاملات: تُقلّل العملات الرقمية من تكلفة المعاملات وتُسرّعها، مما يُتيح فرصًا جديدة للتجارة والاستثمار.
  • الشفافية: تُتيح تقنية سلسلة الكتل شفافية أكبر للمعاملات المالية، مما يُساعد في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
  • النمو الاقتصادي: يُمكن أن تُساهم العملات الرقمية في نمو الاقتصاد العالمي من خلال خلق فرص عمل جديدة وزيادة التجارة والاستثمار.

تأثيرات سلبية محتملة:

  • تقلبات الأسعار: تتميز العملات الرقمية بتقلبات سعرية عالية، مما يُشكل خطرًا على المستثمرين ويُعيق استخدامها كوسيلة للدفع.
  • غسل الأموال وتمويل الإرهاب: يُمكن استخدام العملات الرقمية لغسل الأموال وتمويل الإرهاب، خاصةً مع وجود بعض العملات التي تُتيح إخفاء هوية المستخدمين.
  • عدم وجود تنظيم: لا تخضع العملات الرقمية حاليًا لقوانين أو تنظيمات واضحة في العديد من الدول، مما يُثير مخاوف بشأن حماية المستهلكين ومكافحة الجرائم.
  • التأثير على الوظائف: يُمكن أن تُؤدي أتمتة بعض العمليات المالية باستخدام العملات الرقمية إلى فقدان بعض الوظائف في القطاع المالي.


ثالثا: تطبيقات البلوكشين في مختلف المجالات:

1.سلاسل التوريد: تعزيز الشفافية والكفاءة

ما هي سلاسل التوريد؟

سلاسل التوريد هي شبكات معقدة تربط بين مختلف مراحل إنتاج وتوزيع السلع والخدمات، بدءًا من استخراج المواد الخام وصولًا إلى إيصال المنتج النهائي إلى المستهلك. وتشمل هذه الشبكات العديد من الجهات الفاعلة، مثل الموردين والمصنعين وتجار الجملة وتجار التجزئة وشركات النقل.

كيف تُعزز تقنية البلوكشين الشفافية والكفاءة في سلاسل التوريد؟

تُقدم تقنية البلوكشين حلولًا مبتكرة لمعالجة التحديات التي تواجه سلاسل التوريد التقليدية، وذلك من خلال:

  • إنشاء سجل موزع لا يمكن التلاعب به: تُسجل تقنية البلوكشين جميع المعاملات المتعلقة بسلسلة التوريد على سجل موزع لا يمكن التلاعب به، مما يوفر شفافية كاملة لجميع الجهات الفاعلة في الشبكة.
  • تتبع حركة المنتجات بدقة: تُتيح تقنية البلوكشين تتبع حركة المنتجات بدقة عبر سلاسل التوريد، مما يسهل من عملية تتبع المنتجات المعيبة أو المزيفة.
  • أتمتة العمليات: تُمكن تقنية البلوكشين من أتمتة العديد من العمليات في سلاسل التوريد، مما يُقلل من الأخطاء البشرية ويُحسّن من الكفاءة.

2.الرعاية الصحية: تأمين بيانات المرضى بشكل آمن.

تُواجه أنظمة الرعاية الصحية التقليدية تحديات كبيرة في مجال حماية بيانات المرضى، خاصةً مع ازدياد الاعتماد على الملفات الإلكترونية والسجلات الطبية الرقمية.

كيف تُساهم تقنية البلوكشين في تأمين بيانات المرضى؟

تُقدم تقنية البلوكشين حلولًا مبتكرة لمعالجة هذه التحديات، وذلك من خلال:

  • اللامركزية: تُخزن بيانات المرضى على شبكة موزعة من أجهزة الكمبيوتر، مما يجعلها آمنة ومقاومة للقرصنة.
  • التشفير: تُستخدم تقنيات التشفير لضمان سرية بيانات المرضى وحمايتها من الوصول غير المصرح به.
  • سجل لا يمكن التلاعب به: تُسجل جميع التغييرات على بيانات المرضى على سجل موزع لا يمكن التلاعب به، مما يضمن سلامة البيانات ويُتيح تتبعها بدقة.

فوائد استخدام تقنية البلوكشين في الرعاية الصحية:

  1. تحسين أمان البيانات: تُساعد تقنية البلوكشين على حماية بيانات المرضى من سرقة البيانات والهجمات الإلكترونية.
  2. تعزيز خصوصية المرضى: تُتيح تقنية البلوكشين للمرضى التحكم في بياناتهم الصحية ومنح الموافقة على مشاركتها.
  3. تحسين كفاءة العمليات: تُمكن تقنية البلوكشين من تبادل المعلومات الطبية بشكل سريع وآمن بين مختلف مقدمي الخدمات الصحية.

3.التمويل: تحسين العمليات المالية وتقليل التكاليف.

تُواجه المؤسسات المالية تحديات كبيرة في مجال تحسين كفاءة العمليات المالية وتقليل التكاليف، خاصةً مع ازدياد تعقيد الأنظمة المالية وارتفاع حجم البيانات.

كيف تُساهم تقنية البلوكشين في تحسين العمليات المالية وتقليل التكاليف؟

تُقدم تقنية البلوكشين حلولًا مبتكرة لمعالجة هذه التحديات، وذلك من خلال:

  • اللامركزية: تُزيل تقنية البلوكشين الحاجة إلى وسطاء في المعاملات المالية، مما يُقلل من التكاليف ويُسرّع من سرعة المعاملات.
  • الأتمتة: تُمكن تقنية البلوكشين من أتمتة العديد من العمليات المالية، مثل عمليات التسوية والمقاصة وإدارة المخاطر، مما يُقلل من الأخطاء البشرية ويُحسّن من الكفاءة.
  • الشفافية: تُوفر تقنية البلوكشين سجلًا موزعًا لا يمكن التلاعب به لجميع المعاملات المالية، مما يُعزز الشفافية ويُقلل من مخاطر الاحتيال.
  • الأمان: تُستخدم تقنيات التشفير لضمان أمان البيانات المالية وحمايتها من الوصول غير المصرح به.

فوائد استخدام تقنية البلوكشين في مجال التمويل:

  1. تخفيض التكاليف: تُساعد تقنية البلوكشين على تقليل تكاليف المعاملات المالية من خلال إزالة الحاجة إلى وسطاء.
  2. تحسين الكفاءة: تُمكن تقنية البلوكشين من أتمتة العمليات المالية وتسريعها، مما يُحسّن من الكفاءة الإجمالية.
  3. زيادة الشفافية: تُوفر تقنية البلوكشين سجلًا شفافًا لجميع المعاملات المالية، مما يُعزز الثقة ويُقلل من مخاطر الاحتيال.

4.التصويت الإلكتروني: ضمان نزاهة وشفافية الانتخابات

يُعدّ التصويت الإلكتروني موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث يُنظر إليه على أنه وسيلة لزيادة كفاءة وسهولة عملية الانتخاب، بينما يُثير مخاوف بشأن الأمن والنزاهة.

كيف يمكن أن تساعد تقنية blockchain في ضمان نزاهة الانتخابات وشفافيتها؟

تُقدم تقنية البلوكشين حلولًا مبتكرة لمعالجة التحديات التي تواجه التصويت الإلكتروني التقليدي، وذلك من خلال:

  • اللامركزية: تُخزن بيانات التصويت على شبكة موزعة من أجهزة الكمبيوتر، مما يجعلها آمنة ومقاومة للتلاعب.
  • التشفير: تُستخدم تقنيات التشفير لضمان سرية أصوات الناخبين وحمايتها من الوصول غير المصرح به.
  • دفتر أستاذ مقاوم للتلاعب: يتم تسجيل جميع الأصوات في دفتر أستاذ موزع غير قابل للتغيير، مما يضمن سلامة البيانات والتتبع الدقيق.
  • الشفافية: يُمكن للجمهور التحقق من صحة نتائج الانتخابات من خلال الاطلاع على سجل التصويت العام.

فوائد استخدام تقنية البلوكشين في التصويت الإلكتروني:

  1. تحسين الأمان: تساعد تقنية Blockchain على حماية بيانات التصويت من التلاعب والقرصنة.
  2. تعزيز الثقة: تُتيح تقنية البلوكشين شفافية أكبر لعملية التصويت، مما يُعزز الثقة بنتائج الانتخابات.
  3. تحسين الكفاءة: تُمكن تقنية البلوكشين من تسريع عملية التصويت وإنهاء الفرز، مما يُوفر الوقت والمال.


رابعا: مستقبل تقنية البلوكشين:

ما هي التحديات التي تواجه تبني البلوكشين على نطاق واسع؟

على الرغم من الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها تقنية البلوكشين، إلا أنها تواجه العديد من التحديات التي تعيق تبنيها على نطاق واسع، تشمل:

1. التحديات التقنية:

قابلية التطوير: لا تزال تقنية البلوكشين تواجه صعوبات في معالجة عدد كبير من المعاملات في الثانية، مما يحد من قدرتها على تلبية احتياجات التطبيقات واسعة النطاق.

التعقيد: تُعدّ تقنية البلوكشين معقدة من الناحية التقنية، مما يُشكل تحديًا للأفراد والشركات الذين يرغبون في استخدامها.

2. التحديات التنظيمية:

عدم اليقين التنظيمي: لا يزال هناك نقص في الوضوح التنظيمي حول كيفية تنظيم تقنية البلوكشين، مما يخلق مخاطر قانونية للشركات التي ترغب في استخدامها.

الحماية من غسل الأموال وتمويل الإرهاب: تُستخدم تقنية البلوكشين أحيانًا في الأنشطة غير القانونية، مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب، مما يُثير قلق الجهات التنظيمية.

3. التحديات الاجتماعية:

القبول: لا يزال هناك نقص في الوعي بفوائد تقنية البلوكشين وفهمها بين الجمهور، مما يُعيق تبنيها على نطاق واسع.

الثقة: قد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في الثقة بتقنية البلوكشين بسبب طبيعتها اللامركزية ونقص الشفافية في بعض الحالات.

4. التحديات الاقتصادية:

التقلبات: تتميز العملات الرقمية المُستندة إلى تقنية البلوكشين بتقلبات سعرية عالية، مما يُشكل خطرًا على المستثمرين ويُعيق استخدامها كوسيلة للدفع.

التكلفة: قد تكون تكلفة تنفيذ تقنية البلوكشين مرتفعة في البداية، مما يُشكل عبئًا على الشركات والأفراد.


ما هي الفرص الواعدة لتقنية البلوكشين في مختلف القطاعات؟

تُقدم تقنية البلوكشين إمكانيات هائلة لتعزيز الكفاءة والشفافية والثقة في مختلف القطاعات، وتشمل بعض الفرص الواعدة ما يلي:

1. القطاع المالي:

  • التحويلات المالية: تُمكن تقنية البلوكشين من إجراء تحويلات مالية سريعة ورخيصة وآمنة عبر الحدود.
  • التمويل اللامركزي: تُتيح تقنية البلوكشين إنشاء أنظمة تمويل لامركزية لا تتطلب وسطاء، مما يُقلل من التكاليف ويُتيح الوصول إلى الخدمات المالية لمزيد من الأشخاص.
  • الأوراق المالية الرقمية: تُمكن تقنية البلوكشين من إصدار وتداول الأوراق المالية الرقمية بشكل أكثر كفاءة وشفافية.

2. سلاسل التوريد:

  • تعزيز الشفافية: تُتيح تقنية البلوكشين تتبع حركة المنتجات بدقة عبر سلاسل التوريد، مما يُساعد في ضمان جودة المنتجات ومنع الغش.
  • تحسين الكفاءة: تُمكن تقنية البلوكشين من أتمتة العديد من العمليات في سلاسل التوريد، مما يُقلل من الأخطاء البشرية ويُحسّن من الكفاءة.
  • تقليل التكاليف: تُساعد تقنية البلوكشين على تقليل التكاليف في سلاسل التوريد من خلال إزالة الحاجة إلى وسطاء.

3. الرعاية الصحية:

  • حماية بيانات المرضى: تُساعد تقنية البلوكشين على حماية بيانات المرضى من سرقة البيانات والهجمات الإلكترونية.
  • تعزيز خصوصية المرضى: تُتيح تقنية البلوكشين للمرضى التحكم في بياناتهم الصحية ومنح الموافقة على مشاركتها.
  • تحسين كفاءة العمليات: تُمكن تقنية البلوكشين من تبادل المعلومات الطبية بشكل سريع وآمن بين مختلف مقدمي الخدمات الصحية.

4. التصويت الإلكتروني:

  • ضمان نزاهة وشفافية الانتخابات: تُساعد تقنية البلوكشين على حماية بيانات التصويت من التلاعب والقرصنة.
  • تعزيز الثقة: تُتيح تقنية البلوكشين شفافية أكبر لعملية التصويت، مما يُعزز الثقة بنتائج الانتخابات.
  • تحسين الكفاءة: تُمكن تقنية البلوكشين من تسريع عملية التصويت وإنهاء الفرز، مما يُوفر الوقت والمال.


ما هو تأثير البلوكشين على مستقبلنا؟

بشكل عام، يمكن تلخيص تأثير البلوكشين على مستقبلنا في النقاط التالية:

1. تعزيز الكفاءة والشفافية:

  • تُمكن تقنية البلوكشين من أتمتة العديد من العمليات، مما يُقلل من الأخطاء البشرية ويُحسّن من الكفاءة في مختلف القطاعات.
  • تُوفر تقنية البلوكشين سجلًا موزعًا لا يمكن التلاعب به لجميع المعاملات، مما يُعزز الشفافية ويُقلل من مخاطر الاحتيال.

2. زيادة الثقة والأمان:

  • تُساعد تقنية البلوكشين على حماية البيانات من سرقة البيانات والهجمات الإلكترونية، مما يُعزز الثقة في مختلف المعاملات والعمليات.
  • تُتيح تقنية البلوكشين إنشاء أنظمة أكثر أمانًا وموثوقية، مثل أنظمة التصويت الإلكتروني وسلاسل التوريد.

3. تعزيز اللامركزية:

  • تُزيل تقنية البلوكشين الحاجة إلى وسطاء في العديد من المعاملات، مما يُقلل من التكاليف ويُتيح الوصول إلى الخدمات لمزيد من الأشخاص.
  • تُتيح تقنية البلوكشين إنشاء أنظمة أكثر ديمقراطية ومساواة، حيث لا تتحكم فيها أي جهة مركزية.

4. فتح آفاق جديدة:

  • تُمكن تقنية البلوكشين من تطوير تطبيقات جديدة لم تكن ممكنة في السابق، مثل تطبيقات التمويل اللامركزي والهوية الرقمية.
  • تُساهم تقنية البلوكشين في حل بعض التحديات العالمية، مثل تغير المناخ والفقر.


بشكل عام، تُعدّ تقنية البلوكشين تقنية واعدة للغاية ومع استمرار تطور هذه التقنية وحلّ هذه التحديات، نتوقع أن تُصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية وتُحدث ثورة في العديد من القطاعات.

تعليقات